Archive for 17 أوت, 2019

أنت

أنت صاحبُ

القصص التي لم تكتمل بعد

وتلك التي على وشك البدايه

النهايات التي لم تؤرّخ بعد

وتلك التي كتبها الدهر على أوجه النسوة العجائز

اللاشيئ..حينما يتمخّض عن شيئ

كالصدفة في الطريق تقود الأقدام المحظوظه

إلى معنى الحياة

المعنى في إرتشاف اللحظة تلو اللحظه

وتمعن اللون

وتنسُم العبير المخلل للأجواء المتربه

والدفء في زحام المُدن المهروله

واحتشاد النغم والذكريات حين تطلُ فجأة هكذا بلا توقع ولا إنتظار

المكان المشيّد بالفاتحه

الرّسم على جسد الأرض حتى تلد لنا ممكنا آخرا

غير هذا العبوس

كمثل الفراش حين يولد من فم الشرنقه

كقلبٍ مُتبلٍ بالأجنّة

التي في الحنايا..شقائق نعمان

نِعم الذي يمثُل أمام ربه صادق الضمير

فتوحّد مع ذاتك لاتكن متناصفا بين هنا وهناك

بين غدا والامس

بين يمكن وسيكون

كن بوعيك كالنبي

دوما في إنتظار الوحي

كن كعصى موسى

فوق مادة الإعتياد

انفذ لمكنونك

انت في الأصل نارٌ

حتى وإن بعثروك رماد

عن معنى الحياه

سألت الحكيم : ماهو المعنى من الحياه؟

قال :

لا يوجد معنى للحياه..لكن يوجد معنى لحياتك أنت

قلت: وما معنى حياتي؟

قال

ان تعيش بكثافه

ثم تابع قائلا

ان تكون واقفا خير من ان تقعد

وان تمشي خير من ان تستمر في الوقوف

قلت : هل تعني الرياضه

قال

بل الحركة أعني..الحركة التي هي عكس السكون

والاتساع الذي هو عكس الانكماش

قلت لعلك تعني اذا ان انغمس في الملذات

قال الملذات أعني

لكني لا اعني ملذات الذين قتلوا الدجاجة التي تبيض ذهبا

وجسدك هي الدجاجة التي تبيض ذهبا

حواسك هي ملذاتك

وكل ما يقتل الحواس يقتل الدحاجه التي تبيض ذهبا

وكلما صقلت الحواس كلما ارتقيت في درجات الملذات

قلت وكيف اصقل الحواس

قال لي الحكيم

بالحضور

قلت

وما الحضور

قال ان تكون هنا.. والآن

وكل لحظة كنت فيها هنا والآن..ترتقي فيها حواسك

وكلما ارتقت حواسك..استطعت ان تشرب من كاس الملذات

وكلما شربت من كاس الملذات

كلما زاد وعيك

وكلما زدت وعيا

كلما تكثفت حياتك

وكلما تكثفت حياتك..كلما عرفت المعنى

المعنى من الحياه..حياتك

ترانيم شوبنهاور

..ما هو الاصل؟.قلت للحكيم
قال : الاصلُ في الأشياء الزيف
كتلك الضفف الاخرى..التي تبدو دوما أكثرة خضرة مما هي
كذلك الخوف
التوقٌع المرعب لما هو اقل رهبة مما نظن
كالموت..سيد المخاوف
اكثر ألما قبل حصوله
جربناه قبلا..حين لم نكن؟
لم يكن بذلك السوء حسبما أذكر
كالقمم التي نتوق لها قبل الوصول..
فقط لندرك عند الوصول حجم الخيبات
لنهم بعدها بالمضي إلى قمم أخرى بذات الغباء
لانك لم تدرك أن ذلك الشيئ “هناك”
هو هذا (التوقُ) ” هنا’ …بداخلك
التوق المُلحُّ
تراه في طفل يريد لعبة صارخا باهتياج
ليرفسها غاضبا لمّا رأى أخرى هناك
كاللهاثُ الأعمى خلف عجلة الحياه
لكنه ( التوقُ المُلِحُّ) هنا
يجعل الاشياء
أقبح مما هي
أجمل مما هي
أسوء مما هي
اروعُ مما هي
لا شيئ حقيقي
غير هذه العبثيه
تعرف ذلك
ويعرف (التوقُ الملحُّ)
لكنه خداعك نفسك
والوهم فيك
ما كان اللون ليكون لولا فتات الضوء ما بعد الشروق

هذه الأرواح تشرقُ كالبروق..
بُرهة..حينا قصيرا.. ثم تخبوا
لن تكف عن الوميض
الأمل والتخيُل المحضُ

هو الغايةُ ..والطريق

قلت بإصرار :

لكن لماذا؟
تبدو الاشياء دوما مختلفه عما هي عليه في الحقيقه
هذا العقل يخدعنا
حينا…يجعلها أكثر لمعانا وبريقا مما عليه
هذا إن اراد الحصول عليها
وحينا..يجعلها أكثر رهبة وقسوة ما هي عليه حتما
هذا إن أراد تجنبها
لن نصل دوما إلى الحقيقة مادام هذا العقل يمارس الاعيبه علينا

قال لي الحكيم..نعم..احذر العقل
هذا العقل
هو العدو..وهو الصديق
هو الوجهة..وهو الطريق
سيظل يسلط علينا خادمه المطيع
ذلك (التوقُ الملحُّ)
في كل مرة نحاول فيها الفرار

قال وهو يودعني :

لا تقترب إذا..اكثر مما يجب
من تلك الاشياء التي تحب
اما تلك التي تخاف
فاقترب منها..حد التوحد..كي تختفي!